المعالجة الجنائية المعززة بالذكاء الاصطناعي
Jul 18, 2025

نظرة عامة على القانون:
كشفت النيابة العامة لدولة الإمارات عن استراتيجية تحول جذري تهدف إلى تقليل زمن معالجة القضايا الجنائية بنسبة 100٪ باستخدام الذكاء الاصطناعي، وتقنية البلوكشين، والتقنيات المتقدمة الأخرى. سيتم دمج هذا النظام في جميع مراحل العملية القانونية، بدءًا من تصنيف الشكوى الأولية وصولًا إلى الفصل النهائي في القضية.
النص الأساسي:
الإمارات تسرّع معالجة القضايا الجنائية بنسبة 100٪ باستخدام الذكاء الاصطناعي وتقنية البلوكشين
أعلنت النيابة العامة في الإمارات عن استراتيجية جريئة لرقمنة عملياتها باستخدام الذكاء الاصطناعي (AI)، وتقنية البلوكشين، وتقنيات متقدمة أخرى مثل الميتافيرس. تهدف هذه المبادرة إلى تقليل الوقت اللازم لمعالجة القضايا الجنائية بشكل كبير، مع تعزيز الدقة، والأمان، والشفافية في منظومة العدالة.
سيحول النظام الجديد المعتمد على الذكاء الاصطناعي طريقة تقييم المحققين للبلاغات، وتحليل الأدلة، واتخاذ القرارات، وفقًا لسالم الزعابي، النائب العام ورئيس النيابة العامة لدولة الإمارات.
قال الزعابي:
"سنعمل مع الذكاء الاصطناعي لتقليل الوقت اللازم لمراجعة الوثائق القانونية واتخاذ الإجراءات". وأضاف أن الهدف هو تقليل متوسط أوقات معالجة القضايا الجنائية بنسبة 100٪.
تم الإعلان عن الاستراتيجية خلال قمة حوكمة التقنيات الناشئة التي عقدت في أبوظبي يوم الاثنين. وتأتي هذه الخطوة ضمن خارطة طريق النيابة العامة لعام 2045، التي تشمل رقمنة التحقيقات، واستخدام تقنية البلوكشين لتأمين الأدلة، وإطلاق محاكاة افتراضية لمسرح الجريمة.
الذكاء الاصطناعي في كل مرحلة من مراحل العملية
بموجب هذه المبادرة، سيتم دمج الذكاء الاصطناعي في جميع مراحل العملية القانونية — بدءًا من تصنيف الشكاوى الأولية وحتى الفصل النهائي في القضايا.
قال الزعابي: "سيستخدم الذكاء الاصطناعي لكشف التناقضات بين الأدلة، وتحليل التقارير الفنية، وتلخيص القضايا".
سيساعد الذكاء الاصطناعي أيضًا في تقييم تقارير الشرطة بناءً على درجة الإلحاح والخطورة، مما يمكّن النيابة من اتخاذ قرارات أسرع وأكثر اطلاعًا. وأوضح الزعابي أن الذكاء الاصطناعي سيكون أداة دعم فقط، ولن يحل محل المحققين البشر الذين سيظلون في مركز عملية اتخاذ القرار.
البلوكشين لتأمين الأدلة
إلى جانب الذكاء الاصطناعي، ستلعب تقنية البلوكشين دورًا حيويًا في حفظ الأدلة الرقمية. سيتم استخدامها لتتبع المضبوطات، وتخزين البيانات الحساسة، والحفاظ على سلسلة الحيازة غير القابلة للتغيير — لضمان بقاء الأدلة آمنة وغير معدلة.
قال الزعابي: "يجب أن نضمن عدم تمكّن أي شخص من الوصول إلى هذه الأدلة أو تعديلها"، مشددًا على أهمية حماية سلامة وخصوصية البيانات القانونية، وبناء بنية تحتية رقمية قوية. تتيح تقنية البلوكشين للنيابة ضمان أن الأدلة المقدمة أمام المحكمة أصلية وغير مزورة.
أول قضية عملة رقمية في الإمارات
شارك الزعابي لحظة محورية في رحلة النيابة الرقمية — وهي أول قضية عملة رقمية في الإمارات، والتي كشفت التحديات المبكرة في التعامل مع الجرائم الرقمية.
قال: "في ذلك الوقت، لم نكن نعرف حتى ما هي الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs)". وأضاف أن الأمر استغرق عدة أشهر لفهم كيفية تزييف أو تزوير العملات الرقمية.
تطلبت القضية استشارة خبراء خارجيين وأعدّت النيابة تقريرًا من 100 صفحة، كما بحثوا في المنطقة عن خبراء متخصصين.
رغم التحديات، انتهت القضية بإدانة، لكنها كانت بمثابة جرس إنذار. "كان واضحًا أننا لم نكن مستعدين." ومنذ ذلك الحين، أطلقت النيابة برامج تدريب متخصصة لتأهيل المحققين لمواكبة أنواع الجرائم الجديدة المرتبطة بالعالم الرقمي.
المحاكاة ثلاثية الأبعاد
تخطط النيابة لاستخدام الواقع الافتراضي ومنصات الميتافيرس لإعادة إنشاء مسارح الجرائم بشكل ثلاثي الأبعاد. ستوفر هذه المحاكاة للمحققين والمحاكم فهمًا أدق وتسلسلًا أفضل للأحداث.
تتضمن الاستراتيجية أيضًا استخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن أنماط تدل على نشاط إجرامي محتمل، مما يسمح بالتدخل المبكر لمنع الجرائم.
لضمان عدالة تطبيق هذه الأدوات، يشارك المحققون مباشرة في تصميم الخوارزميات.
قال الزعابي: "سنجلس مع المطورين بأنفسنا" لضمان تجنب التحيز والامتثال القانوني.
تخطط الإمارات أيضًا للتعاون دوليًا في مجال العدالة الرقمية، بإطلاق منصة تنسق جهود النيابات العامة في الخارج، معتبرًا أن "الجريمة الرقمية لا تعرف حدودًا".
وختم قائلاً:
"نحن لا ننتظر المستقبل، بل نشكّله. سنوظف التكنولوجيا لحماية الحقوق، وتسريع الإجراءات، وتحقيق عدالة دقيقة وإنسانية."